اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز
+2
ميدو
فتاة المطر
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز
انا كتبت موضوع ومش عارفة هل يصلح لان يندرج تحت هذا القسم املا الموضوع بعنوان
اذا اردت ان تنجز فعليك بالونجز
اذا اردت أن تنجز, فعليك بالونجز؟!!
الونجز تعنى السيجارة ,وهى كلمة كان متعارف عليها داخل المصالح الحكومية المصرية قديما,
ولكن الان هناك العديد من الشعارات التى ترفع من جانب موظفى المصالح (ليس الكل بالطبع) لتسهيل وسرعة أنجاز العمل المكلف به, ولكسر الروتين, وتخطى الحواجز, رغم أن هذا العمل من المفترض على الموظف أن يقوم به لأنه يتقاضى عليه مرتب شهرى0
وظهر فى الاونة الاخيرة مصطلح الرشوة, بل تفشى وتكاثرت قضايا الرشوة فى المحاكم المصرية وأصبح المرتشى هو البديل لكلمة الموظف 0
والدليل على تفشى هذه الظاهرة هو تقرير الامم المتحدة حول تزايد ظاهرة الرشوة فى العالم, فلوحظ ذلك بين اجهزة الادارة المحلية فى مصر, وارجع ذلك لانخفاض المرتبات وانتشار الروتين وضعف الرقابة على الاجهزة المحلية ومجالس المدن والقرى وضعف العقوبات0
كما حذر التقرير من تزايد ظاهرة الرشوة, وتضمن التقريراقتراح للحد من هذه الظاهرة وهو يتلخص فى ألغاء المركزية واجراء اصلاحات شاملة لضمان شفافية القرارات ومسألة القيادات المحلية والموظفين والتحقيق معهم عن طريق المجالس المحلية المنتخبة والمنظمات الغير حكومية المحلية0
وكما قلنا فى السابق ان انخفاض الاجور والروتين والزحام من اهم العوامل لظهور الرشوة0
ولكن,هل تعتقد أنه اذا تم رفع الاجور ستنتهى الرشوة؟!!!
لا, فهناك من سيقول( زيادة الخير خيرين)0
ولقد اعجبنى الحل الذى قدمه احد الشباب عند سؤاله ,عن كيفية معالجة مشكلة الرشوة؟!, فقال:
(كل واحد اعطى رشوى لموظف يكتب اسم الموظف والجهة التى يعمل بها واهى منها فضيحة للموظف ومنها مصلحة لاى حد عايز خدمة من الجهة دى يبقى عارف هيدخل على مين)0
ولكن, هل الرشوة بالاموال فقط؟!!!
هناك من يعتقد ان العلاقات العاطفية مع امراة لها مصلحة او أكلة كباب او أعطاء اجهزة كالتليفون المحمول أو اجهزة الكمبيوتر- من قبيل المجاملة- كل هذا لايحاسب عليه القانون0
فالرشوة تتنوع باختلاف نوع الخدمة وقدرة صاحبها المادية0
فقد ظهرت مؤخرا تقليعة جديدة للرشوة, وذلك من خلال اللقاءات العاطفية والمقابلات الخاصة,
وعلى سبيل المثال:0000
اتهم احدى مديرى المدارس الشهيرة بحى مصر الجديدة بمساومة احدى السيدات, وطلب منها موعدا غراميا فى شقته, مقابل قيد ابنها فى المدرسة, رغم عدم انطباق الشروط عليه, كما وجهت نفس التهمة لمدير مكتبه ورئيس الحسابات بنفس المدرسة لمساوماتهم لسيدتان, وطلبا موعدا غراميا مقابل عقد امتحان خاص لابنائهما, فما كان على الثلاث سيدات الا ابلاغ الرقابة الادارية, وتم استصدار اذن النيابة لتسجيل المكالمات التليفونية التى اكدت كلامهم, وتم القبض عليهم, واصدرت محكمة امن الدولة العليا حكمها, بحبس مدير المدرسة 12 سنة مع الشغل, وحبس كلا من مدير مكتبه ورئيس الحسابات لمدة 3سنوات وغرامة 10000 جنيه0
وهذه هى احدى جرائم الرشوة فى مصر, وما زال هناك الكثير0
ولكن ,هل سنظل هكذا( محلك سر)؟!,
لماذا لا نجد حل؟!
لماذا لانفعل كما فعلت الحكومة السويسرية لمكافحة الرشوة؟!!!
فهناك فى سويسرا قانون يعمل به منذ اكتوبر 2003 ,وهو لايقف عند معاقبة الاشخاص الذى ثبت تورطهم فى تقديم الرشوة, بل يعاقب الشركات التى ثبت تورطها فى تقديم الرشوة لتسهيل الحصول على عقود او صفقات, بحيث تفكر كل شركة اكثر من مرة قبل الاقدام على شراء ذمم الاخرين, ولسيما ان الغرامة المالية قد تصل الى 5مليون فرنك0
فالرشوة تعرقل النمو وتهدد فرص التنافس الشريفة, بل تنتهك اقتصاديات الدول النامية0
فلقد اوضحت بيانات البنك العالمى لدولة الفلبين انها فى الفترة بين1980-1990 خسرت ما لا يقل على50مليار دولار بسبب الرشوة,
وطبعا مصر( مش ناقصة خسارة) سواء خسارة اموال او اخلاق او بشر0
فهل ستبحث الحكومة المصرية عن حل لمعالجة هذا المرض؟!
نرجو منها سرعة التنفيذ00
ولكن, قبل ان اترككم0
لابد ان اقول لشباب مصر- الحديثى العهد بالعمل- سواء داخل المصالح الحكومية العامة او الشركات الخاصة -لا تقرب( الونجز), سواء اعطيته او اخذته0
اذا اردت ان تنجز فعليك بالونجز
اذا اردت أن تنجز, فعليك بالونجز؟!!
الونجز تعنى السيجارة ,وهى كلمة كان متعارف عليها داخل المصالح الحكومية المصرية قديما,
ولكن الان هناك العديد من الشعارات التى ترفع من جانب موظفى المصالح (ليس الكل بالطبع) لتسهيل وسرعة أنجاز العمل المكلف به, ولكسر الروتين, وتخطى الحواجز, رغم أن هذا العمل من المفترض على الموظف أن يقوم به لأنه يتقاضى عليه مرتب شهرى0
وظهر فى الاونة الاخيرة مصطلح الرشوة, بل تفشى وتكاثرت قضايا الرشوة فى المحاكم المصرية وأصبح المرتشى هو البديل لكلمة الموظف 0
والدليل على تفشى هذه الظاهرة هو تقرير الامم المتحدة حول تزايد ظاهرة الرشوة فى العالم, فلوحظ ذلك بين اجهزة الادارة المحلية فى مصر, وارجع ذلك لانخفاض المرتبات وانتشار الروتين وضعف الرقابة على الاجهزة المحلية ومجالس المدن والقرى وضعف العقوبات0
كما حذر التقرير من تزايد ظاهرة الرشوة, وتضمن التقريراقتراح للحد من هذه الظاهرة وهو يتلخص فى ألغاء المركزية واجراء اصلاحات شاملة لضمان شفافية القرارات ومسألة القيادات المحلية والموظفين والتحقيق معهم عن طريق المجالس المحلية المنتخبة والمنظمات الغير حكومية المحلية0
وكما قلنا فى السابق ان انخفاض الاجور والروتين والزحام من اهم العوامل لظهور الرشوة0
ولكن,هل تعتقد أنه اذا تم رفع الاجور ستنتهى الرشوة؟!!!
لا, فهناك من سيقول( زيادة الخير خيرين)0
ولقد اعجبنى الحل الذى قدمه احد الشباب عند سؤاله ,عن كيفية معالجة مشكلة الرشوة؟!, فقال:
(كل واحد اعطى رشوى لموظف يكتب اسم الموظف والجهة التى يعمل بها واهى منها فضيحة للموظف ومنها مصلحة لاى حد عايز خدمة من الجهة دى يبقى عارف هيدخل على مين)0
ولكن, هل الرشوة بالاموال فقط؟!!!
هناك من يعتقد ان العلاقات العاطفية مع امراة لها مصلحة او أكلة كباب او أعطاء اجهزة كالتليفون المحمول أو اجهزة الكمبيوتر- من قبيل المجاملة- كل هذا لايحاسب عليه القانون0
فالرشوة تتنوع باختلاف نوع الخدمة وقدرة صاحبها المادية0
فقد ظهرت مؤخرا تقليعة جديدة للرشوة, وذلك من خلال اللقاءات العاطفية والمقابلات الخاصة,
وعلى سبيل المثال:0000
اتهم احدى مديرى المدارس الشهيرة بحى مصر الجديدة بمساومة احدى السيدات, وطلب منها موعدا غراميا فى شقته, مقابل قيد ابنها فى المدرسة, رغم عدم انطباق الشروط عليه, كما وجهت نفس التهمة لمدير مكتبه ورئيس الحسابات بنفس المدرسة لمساوماتهم لسيدتان, وطلبا موعدا غراميا مقابل عقد امتحان خاص لابنائهما, فما كان على الثلاث سيدات الا ابلاغ الرقابة الادارية, وتم استصدار اذن النيابة لتسجيل المكالمات التليفونية التى اكدت كلامهم, وتم القبض عليهم, واصدرت محكمة امن الدولة العليا حكمها, بحبس مدير المدرسة 12 سنة مع الشغل, وحبس كلا من مدير مكتبه ورئيس الحسابات لمدة 3سنوات وغرامة 10000 جنيه0
وهذه هى احدى جرائم الرشوة فى مصر, وما زال هناك الكثير0
ولكن ,هل سنظل هكذا( محلك سر)؟!,
لماذا لا نجد حل؟!
لماذا لانفعل كما فعلت الحكومة السويسرية لمكافحة الرشوة؟!!!
فهناك فى سويسرا قانون يعمل به منذ اكتوبر 2003 ,وهو لايقف عند معاقبة الاشخاص الذى ثبت تورطهم فى تقديم الرشوة, بل يعاقب الشركات التى ثبت تورطها فى تقديم الرشوة لتسهيل الحصول على عقود او صفقات, بحيث تفكر كل شركة اكثر من مرة قبل الاقدام على شراء ذمم الاخرين, ولسيما ان الغرامة المالية قد تصل الى 5مليون فرنك0
فالرشوة تعرقل النمو وتهدد فرص التنافس الشريفة, بل تنتهك اقتصاديات الدول النامية0
فلقد اوضحت بيانات البنك العالمى لدولة الفلبين انها فى الفترة بين1980-1990 خسرت ما لا يقل على50مليار دولار بسبب الرشوة,
وطبعا مصر( مش ناقصة خسارة) سواء خسارة اموال او اخلاق او بشر0
فهل ستبحث الحكومة المصرية عن حل لمعالجة هذا المرض؟!
نرجو منها سرعة التنفيذ00
ولكن, قبل ان اترككم0
لابد ان اقول لشباب مصر- الحديثى العهد بالعمل- سواء داخل المصالح الحكومية العامة او الشركات الخاصة -لا تقرب( الونجز), سواء اعطيته او اخذته0
رد: اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز
(وهى كلمة كان متعارف عليها داخل المصالح الحكومية المصرية)
والله دى ظاهره موجوده اليومين دول مش عارف الدنيا مالها مقافله من كل ناحيه كده ليه
يعنى مره رحت السجل المدنى علشان اخلص ورق لقيت الموظف بيقولى ايه تخيلواااا
هاتلى قلمين .. ..يعنى المصلحه دلوقتى بقت قلمين طب ممكن انا عادى بس والله فى ناس مامعاها 50 قرش دول يعملو ايه لو مجبوش الخمسين قرش
شكرا فتاه المطر على الموضوع الرائع
وفى النهايه ربنا يكون فى عونا (لانا الله)
والله دى ظاهره موجوده اليومين دول مش عارف الدنيا مالها مقافله من كل ناحيه كده ليه
يعنى مره رحت السجل المدنى علشان اخلص ورق لقيت الموظف بيقولى ايه تخيلواااا
هاتلى قلمين .. ..يعنى المصلحه دلوقتى بقت قلمين طب ممكن انا عادى بس والله فى ناس مامعاها 50 قرش دول يعملو ايه لو مجبوش الخمسين قرش
شكرا فتاه المطر على الموضوع الرائع
وفى النهايه ربنا يكون فى عونا (لانا الله)
رد: اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز
المشكلة فى ان تيجى على 50 قرش حق القلم الجاف اللى انت متعرفهوش ان ممكن يكون القم ككلمة كناية عن حاجة تانية متعارف عليها فى وسط العمال فى المؤسسة الحكومية يعنى الكلمة اللى انت متخيل انها ب50 قرش ممكن تكون كناية عن علبة سجاير lmزارقة اللى وصل اللى معرفتى انها ب20 جنيه وممكن يكون فى نوع اغلى ويكون هو ده اللى صده عليه يلا ربنا معانا وشكرا على الرد
رد: اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز
فهل ستبحث الحكومة المصرية عن حل لمعالجة هذا المرض؟!
نرجو منها سرعة التنفيذ00
مين اللى يستجيب " ال اية "........
الحكومة المصرية ................
دى الحكومة المصرية " الوينجز دة فى دمها ".... وهية ام " الوينجز "....وهية السبب فى تفشى هذا المرض ...........وهية اللى خلت اصحاب النفوس الضعيفة من الموظفين للتعامل " بالوينجز "..............
- شكرا على الموضوع الجميل ............ز
نرجو منها سرعة التنفيذ00
مين اللى يستجيب " ال اية "........
الحكومة المصرية ................
دى الحكومة المصرية " الوينجز دة فى دمها ".... وهية ام " الوينجز "....وهية السبب فى تفشى هذا المرض ...........وهية اللى خلت اصحاب النفوس الضعيفة من الموظفين للتعامل " بالوينجز "..............
- شكرا على الموضوع الجميل ............ز
haytham1011- عضو ماسى
- عدد الرسائل : 351
العمر : 42
البلد : أحلى اسم فى الوجود" أسطنها"
الوظيفة : محاسب
الهواية : الرياضة " القدم والسلة والبلياردو"
نشاط العضو :
تاريخ التسجيل : 10/10/2007
المصلحة واحدة
والله انا شايف الموضوع عادى خالص انا عايز انجز مصلحه علشان مش فاضى اية المانع ان الشخص ده ينجزلى المصلحه وياخد فلوس لانى لو مانجزشى المصلحه دى مثلا انا كنت هخصرها اذن المصلحه واحده احنا الاثنين انجزنا بعض وساعدنا بعض وصدقينى هو ممكن تيجى تمشى مصلحة معينة والموظف يتعامل معاكى حسب الروتين والقوانين وفوتى علينا بكرة وقتها انتى اللى هتتحيلى عليها علشان ياخد فلوس وينجزلك المصلحة وفى الخر المصلحة واحده
corendon- عضو جديد
- عدد الرسائل : 3
العمر : 105
نشاط العضو :
تاريخ التسجيل : 11/01/2008
رد: اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز
اليكم نبذه دينية عن الرشوة
الجزء الاول
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
أما بعد: فيا أيها الناس، الخير كله والصلاح والفلاح في تقوى الله، فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:100].
عباد الله، أعاد القرآن وكرر من الأمر بمخالفة الأمم السابقة، وأمرنا أن لا نسلك ما سلكوا فنهلك كما هلكوا، وقال : ((ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشي أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم))، ولقد أخبر الرسول عن هذه الأمة أنها ستفعل مثل ما فعل من قبلهم: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)). ألا وإن من أعظم من حذِّرنا أن نقع فيما وقعوا فيه هم اليهود والنصارى.
عباد الله، إن فيما قصه الله علينا في كتابه من أخبار الماضين في معرض الذم لهم والإنكار عليهم ما يحمل أرباب العقول على اجتناب طريقهم والبعد عن مسالكهم.
وإن مما أخبرنا الله سبحانه من صفات اليهود أنهم كانوا أكالين للسحت فيما بينهم: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ [المائدة:42]، ويقول سبحانه: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [المائدة:62، 63]. يقول ابن مسعود: (السحت هو الرشا)، وقال عمر بن الخطاب: (رشوة الحاكم من السحت)، وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: ((كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به))، قيل: يا رسول الله، وما السحت؟ قال: ((الرشوة في الحكم)). وقال الحسن رحمه الله: "كان الحاكم من بني إسرائيل إذا أتاه أحدهم برشوة جعلها في كمّه فأراها إياه وتكلم بحاجته، فيسمع منه ولا ينظر إلى خصمه، فيأكل الرشوة، ويسمع الكذب، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة:42]".
عباد الله، إن المال فتنه أي فتنة، وإن الإنسان متى فتح لنفسه باب شرٍ من طريقه فلن يغلق. ألا وإن من طرق أكل المال الحرام ما جاء في قوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:188]، فنهى الله المسلم أن يأكل مال غيره بالباطل، وصورها في صورة الرشوة التي يصانع بها صاحب الحاجة الحاكم لينال حق غيره، ولقد فسر قول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [التوبة:34] بأنه أكل الرشوة.
الرشوة ـ عباد الله ـ مرض فتاك يفسد الأخلاق، ويسري في الأمة حتى يوردها موارد التلف، ما خالطت الرشوة عملاً إلا أفسدته، ولا نظامًا إلا قلبته، ولا قلبًا إلا أظلمته، ما فشت الرشوة في أمةٍ إلا وحل فيها الغش محل النصح، والخيانة محل الأمانة، والخوف جاء بدل الأمن، والظلم بدل العدل.
الرشوة ـ أيها الناس ـ مهدرة الحقوق، معطِّلة للمصالح، مجرَأَة للظلمة والمفسدين، ما فشت في مجتمع إلا وآذنت بهلاكه، تساعد على الإثم والعدوان، تقدم السفيه الخامل، وتبعد المجد العامل، تجعل الحق باطلاً والباطل حقًا، كم ضيّعت الرشوة من حقوق، وكم أهدرت من كرامة، وكم رفعت من لئيم وأهانت من كريم.
الرشوة ـ أيها الناس ـ نقص في الديانة، وضياع للأمانة، وعلامة على الخيانة، انتشرت الرشوة بين اليهود فكانت أمتهم تعيش بالمحاباة والرشا في الأحكام، ففسدت بينها أمور المعاملات، وكذلك استبدلت الطمع بالعفة. كان اليهود ورؤساؤهم أكالين للسحت من رشوة وغيرها من الدناءات، كما هو دأب الأمم في عهود فسادها وأزمان انحطاطها، وما كان عليه أسلافهم في الماضي فهم عليه اليوم، ما تسقط شركة من شركات يهود إلا وفضائح الرشوة تلاحقها، بل ما يزول حاكم من حكامهم إلا وأول تهمة توجه إليه هي أخذه للرشوة ومحاباته لغيره.
عباد الله، الرشوة ملعون صاحبها على لسان رسول الله ، روى الترمذي وأحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لعن الله الراشي والمرتشي))، وفي رواية عند أحمد: ((والرائش)) وهو الذي يمشي بينهما. وروى الطبراني بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الرشوة في الحكم كفر، وهي بين الناس سحت).
ولما بعث رسول الله معاذًا إلى اليمن أرسل في أثره، فلما جاءه قال: ((أتدري لِمَ بعثتُ إليك؟ لا تصيبن شيئًا بغير إذني فإنه غلول، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة، لهذا دعوتك فامض لعملك)) رواه الترمذي.
عباد الله، الهدية مندوب إليها، بل لقد قال رسول الله : ((تهادوا تحابوا))، لكن متى ما كانت الهدية سبيلاً إلى حرام فإنها حرام، يقول ابن التين: هدايا العمال رشوة ليست بهدية، إذ لولا العمل لم يهد له، وهدية القاضي سحت، وإذا قلبها وضعها في بيت المال، فقيل له: إن رسول الله كان يقبل الهدية! فقال: إنها كانت هدية، وهي الآن رشوة.
إذا أتت الهديّـة دار قومٍ تطايرت الأمانة من كواها
روى البخاري في صحيحه عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي رجلاً من بني أسد يقال له: ابن اللتبية على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهدي إلي، فقام النبي على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا لك وهذا أهدي إلي؟! فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟! والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة، يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تعير))، ثم رفع يديه حتى عفرتي إبطيه ـ يعني بياضهما ـ وقال: ((ألا هل بلغت؟)) ثلاثًا. وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي قال: ((من استعملناه على عملٍ فرزقناه رزقًا ـ أي: منحناه مرتبًا ـ فما أخذ بعد ذلك فهو غلول)) رواه أحمد وأبو داود.
أيها الناس، إن وجود الرشوة وانتشارها في قوم مؤذن بخطر عظيم، فقد روى الإمام أحمد وأبو عبيد وابن أبي الدنيا وصححه الحافظ ابن حجر عن عُليم قال: كنت مع عابس الغافري على سطح، فرأى قومًا يتحملون من الطاعون ـ أي: يتوجّعون ـ فقال: ما لهؤلاء يتحمّلون من الطاعون؟ يا طاعون خذني إليك، يا طاعون خذني إليك، فقال له أحد الصحابة: لِمَ تتمنَّى الموت وقد سمعت رسول الله يقول: ((لا يتمنّينّ أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله))؟! فقال: إني سمعت رسول الله يقول: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستًا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع الحكم، واستخفافًا بالدم، ونشوًا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنّيهم)). والمقصود بيع الحكم كما فسره العلماء: هو تولية المناصب عن طريق الرشوة.
فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بمن مضى قبلكم من الأمم المحادّة لله والمعتدية على حدود الله، كيف حلت بهم نقمة الله، وكيف توعد الله من سلك سبيلهم واجترأ على معاصي الله.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الجزء الثاني
الحمد لله الذي جعل لنا في الحلال غنيةً عن الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد من اتقاه أن يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فله الحمد يهدي إلى الرشد ويعِد بالرزق ويفيض النعم ويدفع النقم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المأمور بأكل الطيبات والعمل بالصالحات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فيا أيها الناس، قاعدة عظيمة ينبغي لكل مؤمن أن يجعلها نصب عينيه في كلّ عمل يعمله، يقول الرسول : ((إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)).
عباد الله، إن تفنُّن الناس في تسمية الرشوة بغير اسمها لا يخرجها عن حكمها، سمَّوها بغير اسمها، ولقّبوها بألقاب تخدع السذج من الناس وتسرّ الغششة، حتى انتشرت الرشوة بينهم انتشار النار في يابس الحطب، حتى أفسدت كثيرًا من الذمم، الطالب يعطي أستاذَه، الموظَّف يهدي إلى مديره، صاحب الحاجة يقيم مأدبة لمن هو محتاج إليه، في صوَر أفسدت العمال على أصحاب العمل، يجعلون الخدمة لمن يدفع أكثر، ومن لا يدفع فلا حول لهم ولا قوة، لا يجد الإنسان أمامه إلا نفوسًا منهومة وقلوبًا منكّسة، ولو كانوا صادقين في إباحة ما أخذوا ما بالهم لا يعلنونه أمام الملأ؟!
أيها الناس، إن من قصور النظر أن يظن أن الرشوة لا تعدو أن تكون مالاً يتبرّع به شخص لآخر، إن كل منفعة كائنة ما كانت بذلت لجلب منفعة أخرى بغير حقّ فهي داخلة في الرشوة، ألم تروا إلى اليهود يقول الرسول عنهم: ((قاتل الله اليهود لما حرمت عليهم شحوم الميتة جملوها وأذابوها، ثم باعوها وأكملوا ثمنها))؟! ويقول فضالة بن عبيد رضي الله عنه: "كل قرضٍ جرّ منفعة فهو وجه من وجوه الربا"، ويقول على بن أبي طالب رضي الله عنه: (يأتي على الناس زمان يستحَلّ فيه السحت بالهدية).
فاتقوا الله عباد الله، وراقبوه في سركم وعلانيتكم.
وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير، فقد قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
الجزء الاول
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
أما بعد: فيا أيها الناس، الخير كله والصلاح والفلاح في تقوى الله، فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:100].
عباد الله، أعاد القرآن وكرر من الأمر بمخالفة الأمم السابقة، وأمرنا أن لا نسلك ما سلكوا فنهلك كما هلكوا، وقال : ((ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشي أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم))، ولقد أخبر الرسول عن هذه الأمة أنها ستفعل مثل ما فعل من قبلهم: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)). ألا وإن من أعظم من حذِّرنا أن نقع فيما وقعوا فيه هم اليهود والنصارى.
عباد الله، إن فيما قصه الله علينا في كتابه من أخبار الماضين في معرض الذم لهم والإنكار عليهم ما يحمل أرباب العقول على اجتناب طريقهم والبعد عن مسالكهم.
وإن مما أخبرنا الله سبحانه من صفات اليهود أنهم كانوا أكالين للسحت فيما بينهم: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ [المائدة:42]، ويقول سبحانه: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [المائدة:62، 63]. يقول ابن مسعود: (السحت هو الرشا)، وقال عمر بن الخطاب: (رشوة الحاكم من السحت)، وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: ((كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به))، قيل: يا رسول الله، وما السحت؟ قال: ((الرشوة في الحكم)). وقال الحسن رحمه الله: "كان الحاكم من بني إسرائيل إذا أتاه أحدهم برشوة جعلها في كمّه فأراها إياه وتكلم بحاجته، فيسمع منه ولا ينظر إلى خصمه، فيأكل الرشوة، ويسمع الكذب، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة:42]".
عباد الله، إن المال فتنه أي فتنة، وإن الإنسان متى فتح لنفسه باب شرٍ من طريقه فلن يغلق. ألا وإن من طرق أكل المال الحرام ما جاء في قوله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:188]، فنهى الله المسلم أن يأكل مال غيره بالباطل، وصورها في صورة الرشوة التي يصانع بها صاحب الحاجة الحاكم لينال حق غيره، ولقد فسر قول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [التوبة:34] بأنه أكل الرشوة.
الرشوة ـ عباد الله ـ مرض فتاك يفسد الأخلاق، ويسري في الأمة حتى يوردها موارد التلف، ما خالطت الرشوة عملاً إلا أفسدته، ولا نظامًا إلا قلبته، ولا قلبًا إلا أظلمته، ما فشت الرشوة في أمةٍ إلا وحل فيها الغش محل النصح، والخيانة محل الأمانة، والخوف جاء بدل الأمن، والظلم بدل العدل.
الرشوة ـ أيها الناس ـ مهدرة الحقوق، معطِّلة للمصالح، مجرَأَة للظلمة والمفسدين، ما فشت في مجتمع إلا وآذنت بهلاكه، تساعد على الإثم والعدوان، تقدم السفيه الخامل، وتبعد المجد العامل، تجعل الحق باطلاً والباطل حقًا، كم ضيّعت الرشوة من حقوق، وكم أهدرت من كرامة، وكم رفعت من لئيم وأهانت من كريم.
الرشوة ـ أيها الناس ـ نقص في الديانة، وضياع للأمانة، وعلامة على الخيانة، انتشرت الرشوة بين اليهود فكانت أمتهم تعيش بالمحاباة والرشا في الأحكام، ففسدت بينها أمور المعاملات، وكذلك استبدلت الطمع بالعفة. كان اليهود ورؤساؤهم أكالين للسحت من رشوة وغيرها من الدناءات، كما هو دأب الأمم في عهود فسادها وأزمان انحطاطها، وما كان عليه أسلافهم في الماضي فهم عليه اليوم، ما تسقط شركة من شركات يهود إلا وفضائح الرشوة تلاحقها، بل ما يزول حاكم من حكامهم إلا وأول تهمة توجه إليه هي أخذه للرشوة ومحاباته لغيره.
عباد الله، الرشوة ملعون صاحبها على لسان رسول الله ، روى الترمذي وأحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لعن الله الراشي والمرتشي))، وفي رواية عند أحمد: ((والرائش)) وهو الذي يمشي بينهما. وروى الطبراني بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الرشوة في الحكم كفر، وهي بين الناس سحت).
ولما بعث رسول الله معاذًا إلى اليمن أرسل في أثره، فلما جاءه قال: ((أتدري لِمَ بعثتُ إليك؟ لا تصيبن شيئًا بغير إذني فإنه غلول، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة، لهذا دعوتك فامض لعملك)) رواه الترمذي.
عباد الله، الهدية مندوب إليها، بل لقد قال رسول الله : ((تهادوا تحابوا))، لكن متى ما كانت الهدية سبيلاً إلى حرام فإنها حرام، يقول ابن التين: هدايا العمال رشوة ليست بهدية، إذ لولا العمل لم يهد له، وهدية القاضي سحت، وإذا قلبها وضعها في بيت المال، فقيل له: إن رسول الله كان يقبل الهدية! فقال: إنها كانت هدية، وهي الآن رشوة.
إذا أتت الهديّـة دار قومٍ تطايرت الأمانة من كواها
روى البخاري في صحيحه عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي رجلاً من بني أسد يقال له: ابن اللتبية على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أُهدي إلي، فقام النبي على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا لك وهذا أهدي إلي؟! فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟! والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة، يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تعير))، ثم رفع يديه حتى عفرتي إبطيه ـ يعني بياضهما ـ وقال: ((ألا هل بلغت؟)) ثلاثًا. وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي قال: ((من استعملناه على عملٍ فرزقناه رزقًا ـ أي: منحناه مرتبًا ـ فما أخذ بعد ذلك فهو غلول)) رواه أحمد وأبو داود.
أيها الناس، إن وجود الرشوة وانتشارها في قوم مؤذن بخطر عظيم، فقد روى الإمام أحمد وأبو عبيد وابن أبي الدنيا وصححه الحافظ ابن حجر عن عُليم قال: كنت مع عابس الغافري على سطح، فرأى قومًا يتحملون من الطاعون ـ أي: يتوجّعون ـ فقال: ما لهؤلاء يتحمّلون من الطاعون؟ يا طاعون خذني إليك، يا طاعون خذني إليك، فقال له أحد الصحابة: لِمَ تتمنَّى الموت وقد سمعت رسول الله يقول: ((لا يتمنّينّ أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله))؟! فقال: إني سمعت رسول الله يقول: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستًا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع الحكم، واستخفافًا بالدم، ونشوًا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنّيهم)). والمقصود بيع الحكم كما فسره العلماء: هو تولية المناصب عن طريق الرشوة.
فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بمن مضى قبلكم من الأمم المحادّة لله والمعتدية على حدود الله، كيف حلت بهم نقمة الله، وكيف توعد الله من سلك سبيلهم واجترأ على معاصي الله.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الجزء الثاني
الحمد لله الذي جعل لنا في الحلال غنيةً عن الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد من اتقاه أن يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فله الحمد يهدي إلى الرشد ويعِد بالرزق ويفيض النعم ويدفع النقم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المأمور بأكل الطيبات والعمل بالصالحات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فيا أيها الناس، قاعدة عظيمة ينبغي لكل مؤمن أن يجعلها نصب عينيه في كلّ عمل يعمله، يقول الرسول : ((إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)).
عباد الله، إن تفنُّن الناس في تسمية الرشوة بغير اسمها لا يخرجها عن حكمها، سمَّوها بغير اسمها، ولقّبوها بألقاب تخدع السذج من الناس وتسرّ الغششة، حتى انتشرت الرشوة بينهم انتشار النار في يابس الحطب، حتى أفسدت كثيرًا من الذمم، الطالب يعطي أستاذَه، الموظَّف يهدي إلى مديره، صاحب الحاجة يقيم مأدبة لمن هو محتاج إليه، في صوَر أفسدت العمال على أصحاب العمل، يجعلون الخدمة لمن يدفع أكثر، ومن لا يدفع فلا حول لهم ولا قوة، لا يجد الإنسان أمامه إلا نفوسًا منهومة وقلوبًا منكّسة، ولو كانوا صادقين في إباحة ما أخذوا ما بالهم لا يعلنونه أمام الملأ؟!
أيها الناس، إن من قصور النظر أن يظن أن الرشوة لا تعدو أن تكون مالاً يتبرّع به شخص لآخر، إن كل منفعة كائنة ما كانت بذلت لجلب منفعة أخرى بغير حقّ فهي داخلة في الرشوة، ألم تروا إلى اليهود يقول الرسول عنهم: ((قاتل الله اليهود لما حرمت عليهم شحوم الميتة جملوها وأذابوها، ثم باعوها وأكملوا ثمنها))؟! ويقول فضالة بن عبيد رضي الله عنه: "كل قرضٍ جرّ منفعة فهو وجه من وجوه الربا"، ويقول على بن أبي طالب رضي الله عنه: (يأتي على الناس زمان يستحَلّ فيه السحت بالهدية).
فاتقوا الله عباد الله، وراقبوه في سركم وعلانيتكم.
وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير، فقد قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
النسر الجارح- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 51
العمر : 42
نشاط العضو :
تاريخ التسجيل : 30/11/2007
رد: اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز
تصحيح لابد منه:
أعاد القرآن وكرر من الأمر بمخالفة الأمم السابقة، وأمرنا أن لا نسلك ما سلكوا فنهلك كما هلكوا، وقال : ((ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشي أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم)
سيدي الفت نظرك الي خطأ اعرف انه غير مقصود ولكنه وجب التنبيه عليه الا وهو:(وقال ما الفقر أخشي عليكم ) فصيغة العبارة هكذا توحي بأن ما بين القوسين هو من القران ولكنه ليس كذلك فارجو منك ان تعدل من صيغة العبارة وتضيف بعد قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم-
شكرا لكي فتاة المطر علي المواضيع الهادفة وشكرا علي الردود المفيدة وربنا يصلح حال الشعب ويبطلوا الونجز والمونجز
أعاد القرآن وكرر من الأمر بمخالفة الأمم السابقة، وأمرنا أن لا نسلك ما سلكوا فنهلك كما هلكوا، وقال : ((ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشي أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم)
سيدي الفت نظرك الي خطأ اعرف انه غير مقصود ولكنه وجب التنبيه عليه الا وهو:(وقال ما الفقر أخشي عليكم ) فصيغة العبارة هكذا توحي بأن ما بين القوسين هو من القران ولكنه ليس كذلك فارجو منك ان تعدل من صيغة العبارة وتضيف بعد قال: رسول الله -صلي الله عليه وسلم-
شكرا لكي فتاة المطر علي المواضيع الهادفة وشكرا علي الردود المفيدة وربنا يصلح حال الشعب ويبطلوا الونجز والمونجز
lonely heart2010- عضو ماسى
- عدد الرسائل : 214
العمر : 39
نشاط العضو :
تاريخ التسجيل : 06/09/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى