تقتلي جاسوس أقتلك جاسوس!
صفحة 1 من اصل 1
تقتلي جاسوس أقتلك جاسوس!
هل كان مقتل الدكتور أشرف مروان، ومن بعده شريف الفيلالي، حلقة من دائرة تصفية الجواسيس بين مصر وإسرائيل؟!
سؤال طرحته ظروف رحيل الاثنين، وتشابه العديد من العوامل بينهما، لعل أهمها تزامن التوقيت (بفارق يومين تقريبا)، وغموض الظروف التي أحاطت بوفاة كل منهما!
فرضية التصفية
وهو ما جعل بعض المقولات والافتراضات تتطاير هنا وهناك من جانب البعض..
أبرزها أن المخابرات الإسرائيلية قامت باغتيال د. أشرف مروان، فور علمها بنيته كتابة مذكراته، التي كان من المفترض أن يكشف فيها عن حقيقة دوره في عالم الجاسوسية، وهو ما يعني توجيه لطمة قاسية لجنرالات إسرائيل لاسيما أن الكثير من الشخصيات الاسرائيلية التي كان يتعامل معها مروان لا زالت على قيد الحياة، بل إن بعضهم لا زال في دائرة صنع القرار الإسرائيلي!، وهنا كان لا بد من التعامل معه بالطريقة التي يجيدونها باقتدار.. وهي الاغتيال!
على الجانب الآخر، تقول الفرضية، أن مصر لم تجد ما ترد به على اغتيال مروان، إلا عبر قتل شريف الفيلالي المدان بالتجسس لصالح اسرائيل على طريقة العين بالعين وجاسوس مقابل جاسوس!
فهل حقا تمت تصفية الفيلالي ردا على تصفية مروان؟ ربما يقول البعض أن ذلك ليس أسلوب الدولة المصرية، وأنه إذا كانت هناك بعض الأحداث فإنها فردية ولا تعبر عن التوجه العام، ولكن في عالم المخابرات والجاسوسية هل ممكن أن تصمد القيم لاسيما إزاء عدو معدوم القيم؟ ألم تتبادل المخابرات الأمريكية والروسية قتل الجواسيس وأحيانا الضباط والعلماء؟، ألم يقتل عملاء الموساد عشرات العلماء والضباط لمصر؟..تعالوا نتأكد من الفرضية..
كلام فارغ
بحسب صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، هذه الفرضية "مجرد كلام فارغ"، لأن مثل هذه الأمور لا تؤخذ بمثل هذه السطحية، وأنا أتعجب ممن انبروا لإدانة الدكتور أشرف مروان أو الدفاع عنه، بينما هم لا يعرفونه ولم يسبق لهم أن رأوه رؤيا العين من قبل! ولم يخل الأمر من استخدامه لتصفية حسابات قديمة بين أنصار الرئيس جمال عبد الناصر، وأتباع الرئيس السادات، وعندما طلب مني بعض الصحفيين التعليق على مقتل د. أشرف، لم أتردد في التأكيد على أني لم أكن أعرف الرجل معرفة شخصية، وبالتالي ليس لدي ما أدلي به في هذا الموضوع.
بينما يقول الدكتور محمد زكي بدر، المحامي الدولي والحاصل على دكتوراه في القانون من جامعة شيبرتون في لندن، فيقول: "من السذاجة القول بان مصر قامت بتصفية الجاسوس شريف الفيلالي ردا على مقتل الدكتور أشرف مروان، وذلك لعدة أسباب، أولها أن ألفا من عينة الفيلالي لا يساوي ظفر أشرف مروان! ثانيا، أننا ننسى بأننا نتحدث عن اثنين مصريين، وليس عن مصري وإسرائيلي، وبالتالي فان الأمر بافتراض صحته يبدو أن مصر تنتقم من نفسها في ابنائها! وهذا طبعا لا يعقل.
ثالثا: أشرف مروان كان رجلا متشعب الأنشطة، بحيث يكون من الصعب تحديد الجهة التي تقف وراء اغتياله، لا سيما إذا وضعنا في أذهاننا مسألة كتابته لمذكراته في الحسبان، رابعا: ربما كان تزامن مقتله مع وفاة الفيلالي مجرد صدفة، وربما ننسى أن من في السجن لدينا مصريون أيضا، وربما غلى الدم في عروق أحد السجناء فرأى أن ينتقم من الفيلالي لمقتل الدكتور مروان! أعني أنه ربما كان حادثا فرديا من أحد قصار النظر في مثل هذه الامور. وفي كل الاحوال رحم الله د. أشرف مروان على ما قدمه لمصر طوال حياته من خدمات ربما سيكون من الصعب سرد تفاصيلها كاملة!
جاسوس على إسرائيل
أما شلومو جازيت، رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية السابق، فيقول في صحيفة معاريف الإسرائيلية أن موت مروان ساهم في زيادة تعقيد قضيته، حتى أن أحدا لم يعد يعرف هل كان مروان جاسوسا لصالح مصر أم إسرائيل، أم مزدوجا لكليهما؟!
ورغم ذلك شدد جازيت على الإدعاء بأن مروان كان من أهم وأخطر الجواسيس المصريين لصالح إسرائيل التي أمدها بمعلومات نوعية وهامة جدا.
وقد تكتشف مدى الإتقان والإبداع الذي وصل إليه د. أشرف مروان، حين تسمع رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية السابق وهو يقول أن بعض الشك تسلل إلى قلوب قادة المخابرات الاسرائيلية فاجروا الكثير من الفحوصات على مروان، لكنه في كل مرة خرج بدون إدانة، وحتى بعد مرور 30 عاما على حرب أكتوبر التي شهدت تألق مروان على الجانبين المصري والاسرائيلي، تبدو إسرائيل كمن لا تعلم على وجه اليقين حتى الآن أن مروان وجه لها لطمة قاسية على وجهها، بعد تسريب التأكيدات التي تقول أنه كان عميلا مزروعا من المخابرات المصرية لخدمة خطة الخداع التي نفذها الرئيس الراحل أنور السادات قبل الحرب!
ويستدل شلومو جازيت على أن مروان كان جاسوسا على إسرائيل وليس لها، عبر عدة دلائل، أولها أن اسم مروان نشر منذ عدة سنوات كعميل للمخابرات الاسرئايلية، ولم يلحق به أي أذى من أي نوع على عكس ما كان ينبغي، الأمر الثاني هو حجم وعدد المسئولين الرسميين الذين شاركوا في جنازة مروان، بما يؤكد على أنها كانت جنازة رجل وطني! ثالثا خروج الرئيس مبارك – رغم تأخره الشديد – ليؤكد أن مروان قدم لمصر خدمات جليلة لا يمكن إنكارها خلال حرب اكتوبر 1973.
المصدر عشرينات
سؤال طرحته ظروف رحيل الاثنين، وتشابه العديد من العوامل بينهما، لعل أهمها تزامن التوقيت (بفارق يومين تقريبا)، وغموض الظروف التي أحاطت بوفاة كل منهما!
فرضية التصفية
وهو ما جعل بعض المقولات والافتراضات تتطاير هنا وهناك من جانب البعض..
أبرزها أن المخابرات الإسرائيلية قامت باغتيال د. أشرف مروان، فور علمها بنيته كتابة مذكراته، التي كان من المفترض أن يكشف فيها عن حقيقة دوره في عالم الجاسوسية، وهو ما يعني توجيه لطمة قاسية لجنرالات إسرائيل لاسيما أن الكثير من الشخصيات الاسرائيلية التي كان يتعامل معها مروان لا زالت على قيد الحياة، بل إن بعضهم لا زال في دائرة صنع القرار الإسرائيلي!، وهنا كان لا بد من التعامل معه بالطريقة التي يجيدونها باقتدار.. وهي الاغتيال!
على الجانب الآخر، تقول الفرضية، أن مصر لم تجد ما ترد به على اغتيال مروان، إلا عبر قتل شريف الفيلالي المدان بالتجسس لصالح اسرائيل على طريقة العين بالعين وجاسوس مقابل جاسوس!
فهل حقا تمت تصفية الفيلالي ردا على تصفية مروان؟ ربما يقول البعض أن ذلك ليس أسلوب الدولة المصرية، وأنه إذا كانت هناك بعض الأحداث فإنها فردية ولا تعبر عن التوجه العام، ولكن في عالم المخابرات والجاسوسية هل ممكن أن تصمد القيم لاسيما إزاء عدو معدوم القيم؟ ألم تتبادل المخابرات الأمريكية والروسية قتل الجواسيس وأحيانا الضباط والعلماء؟، ألم يقتل عملاء الموساد عشرات العلماء والضباط لمصر؟..تعالوا نتأكد من الفرضية..
كلام فارغ
بحسب صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، هذه الفرضية "مجرد كلام فارغ"، لأن مثل هذه الأمور لا تؤخذ بمثل هذه السطحية، وأنا أتعجب ممن انبروا لإدانة الدكتور أشرف مروان أو الدفاع عنه، بينما هم لا يعرفونه ولم يسبق لهم أن رأوه رؤيا العين من قبل! ولم يخل الأمر من استخدامه لتصفية حسابات قديمة بين أنصار الرئيس جمال عبد الناصر، وأتباع الرئيس السادات، وعندما طلب مني بعض الصحفيين التعليق على مقتل د. أشرف، لم أتردد في التأكيد على أني لم أكن أعرف الرجل معرفة شخصية، وبالتالي ليس لدي ما أدلي به في هذا الموضوع.
بينما يقول الدكتور محمد زكي بدر، المحامي الدولي والحاصل على دكتوراه في القانون من جامعة شيبرتون في لندن، فيقول: "من السذاجة القول بان مصر قامت بتصفية الجاسوس شريف الفيلالي ردا على مقتل الدكتور أشرف مروان، وذلك لعدة أسباب، أولها أن ألفا من عينة الفيلالي لا يساوي ظفر أشرف مروان! ثانيا، أننا ننسى بأننا نتحدث عن اثنين مصريين، وليس عن مصري وإسرائيلي، وبالتالي فان الأمر بافتراض صحته يبدو أن مصر تنتقم من نفسها في ابنائها! وهذا طبعا لا يعقل.
ثالثا: أشرف مروان كان رجلا متشعب الأنشطة، بحيث يكون من الصعب تحديد الجهة التي تقف وراء اغتياله، لا سيما إذا وضعنا في أذهاننا مسألة كتابته لمذكراته في الحسبان، رابعا: ربما كان تزامن مقتله مع وفاة الفيلالي مجرد صدفة، وربما ننسى أن من في السجن لدينا مصريون أيضا، وربما غلى الدم في عروق أحد السجناء فرأى أن ينتقم من الفيلالي لمقتل الدكتور مروان! أعني أنه ربما كان حادثا فرديا من أحد قصار النظر في مثل هذه الامور. وفي كل الاحوال رحم الله د. أشرف مروان على ما قدمه لمصر طوال حياته من خدمات ربما سيكون من الصعب سرد تفاصيلها كاملة!
جاسوس على إسرائيل
أما شلومو جازيت، رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية السابق، فيقول في صحيفة معاريف الإسرائيلية أن موت مروان ساهم في زيادة تعقيد قضيته، حتى أن أحدا لم يعد يعرف هل كان مروان جاسوسا لصالح مصر أم إسرائيل، أم مزدوجا لكليهما؟!
ورغم ذلك شدد جازيت على الإدعاء بأن مروان كان من أهم وأخطر الجواسيس المصريين لصالح إسرائيل التي أمدها بمعلومات نوعية وهامة جدا.
وقد تكتشف مدى الإتقان والإبداع الذي وصل إليه د. أشرف مروان، حين تسمع رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية السابق وهو يقول أن بعض الشك تسلل إلى قلوب قادة المخابرات الاسرائيلية فاجروا الكثير من الفحوصات على مروان، لكنه في كل مرة خرج بدون إدانة، وحتى بعد مرور 30 عاما على حرب أكتوبر التي شهدت تألق مروان على الجانبين المصري والاسرائيلي، تبدو إسرائيل كمن لا تعلم على وجه اليقين حتى الآن أن مروان وجه لها لطمة قاسية على وجهها، بعد تسريب التأكيدات التي تقول أنه كان عميلا مزروعا من المخابرات المصرية لخدمة خطة الخداع التي نفذها الرئيس الراحل أنور السادات قبل الحرب!
ويستدل شلومو جازيت على أن مروان كان جاسوسا على إسرائيل وليس لها، عبر عدة دلائل، أولها أن اسم مروان نشر منذ عدة سنوات كعميل للمخابرات الاسرئايلية، ولم يلحق به أي أذى من أي نوع على عكس ما كان ينبغي، الأمر الثاني هو حجم وعدد المسئولين الرسميين الذين شاركوا في جنازة مروان، بما يؤكد على أنها كانت جنازة رجل وطني! ثالثا خروج الرئيس مبارك – رغم تأخره الشديد – ليؤكد أن مروان قدم لمصر خدمات جليلة لا يمكن إنكارها خلال حرب اكتوبر 1973.
المصدر عشرينات
احمد على سليم- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 24
العمر : 39
نشاط العضو :
تاريخ التسجيل : 12/07/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى