العيد والمتنبي وأبي

في ليلة كل عيد اتذكر قول المتنبي في افتتاحية قصيدته الرائعة " عيد بأية حال عدت ياعيد ..." وأتسال من الذي جعل أبو الطيب بهذا الحزن ولأي سبب يغرقنا بهذا الشجن , فالعيد دائما وأبدا مدعاة للسرور والفرح مما يجلعني اعيد قراءة النص واعيد التأمل والبحث فتزداد حيرتي وعلى الفور أبدا في تذكر أول مرة قرأت فيها هذه القصيدة , كان ذلك العام الخامس بعد الألف وتسعمائة وتسعين سنة خلت من الميلاد كنت قد انيهت دراستي الجامعية وأدعي انني في ذلك الوقت تولدت لدي قدرة جديدة وهي الاستقراء فكتبت رأي في هذا النص بناء على دراسة ترجمة هذا الشاعر الفحل وعرفت المناسبة التي قال فيها قصيدته تلك واثار دهشتي ان المناسبة لاتتفق وعطر الحزن الذي يفوح في مطلع القصيدة وتشكلت داخلي علامة استفهام كبيرة وحتى ليلة عيد الفطر الماضية , اذ اكتشفت ان لكل منا مخزون من الحزن يخرج ويفرض نفسه دون مناسبة تحقق ذلك مع الشاعر اذ لا يستطيع أن يكتم ما في نفسه بل وينفجر انفجار , وأعود فأقرأ البيتين الأولين الذي يقول فيهما :
عيــدٌ بِأيَّـةِ حـالٍ عُـدتَ يـا عِيـدُ بِمــا مَضَـى أَم لأَمْـرٍ فِيـكَ تجـدِيدُ
أَمــا الأَحِبــةُ فــالبَيَداءُ دُونَهُــــــم فَلَيــتَ دُونَــكَ بَيْــدًا دونَهـا بِيـــــدُ
الأحبة ....؟؟؟؟ نعم الأحبة هي مفتاح الحل هم من يجلعون للعيد طعمه ولونه هم يضفوا البهجة ليس على العيد فحسب إنما على الحياة كلها , وفقد الأحبة يلون الحياة بلون باهت ويسرق منها النشوى , انا يا أبا الطيب معك لا عيد بغير الأحبة . وأنت يا أبي ياأغلى الأحبة وياأحسن الناس العيد – بعدك - بيني وبينه الف بيد والحال لم يعد به أي تجديد , أن فقدك أيها الغالي افقدني الكثير وأن رحيلك عني جعلني في مهب الريح , كان أحلى ما في العيد ابتسامتك وانا أخر على يديك اقبلها واستقبل يومي وقد تحصنت برضاك وتقويت بدعائك................
[size=24]ياأبتي هل تتذكروني الآن - أنا الطفل النشوان ألى جوارك , أنا الطفل المبتهج بحكاياتك , أنا الآمن في حجرك ¸والفرحان بقدومك , أنا الطفل السعيد بالعيد برحابك , أنا الطفل المنتظر هديتك , انا المستقيظ صباحا على صوتك النائم ليلا بأمرك , انا اللابس حذاءك وجلبابك . انا من تخصني بأشهى طعامك , أنا يا أبتي أول أولادك , أنا من هتفت بإسمي قبل زواجك , أنا ياأبتي سـر أسرارك , أنا الضاحك أنا الطيب كما حدثتني أخبارك, في أول عيد وانت لست معي أعود طفلا شاب قبل الأوان .........
رحم الله أبي

خاطرة رائعة يا أستاذ أشرف...

ملأى بالمشاعر...

رحم الله أباك...

الله يرحم ابن خالتي العزيز المرحوم عبد الجليل وله مواقف معي من زمان اما نتقابل في البلد احكيها لكم انت ورضا باذن الله
ماتت الشهامة من بعدة
مات الواجب من بعدة
ماتت الرجولة من بعدة
الله يرحمة وكل عيد وانتم طيبين