حوار مع صديقي الملحد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حوار مع صديقي الملحد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا
بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي ذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه .. وعاش
مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً:
أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق
خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النساج .. والرسم يدل على الرسام .. والنقش يدل على النقّاش ..
والكون ذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدقنا وآمنا ذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا
تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً
ومخلوقا في نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا
بقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت ذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك
.. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل
شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. رد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت ليترل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن
هذه الأوصاف علواً كبيراً ..
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه
يقول الله في حديث قدسي :
“ أنا يستدل بي .. أنا لا يستدل علي “ ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام
والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل
.. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على
شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه اادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:
{ُقلْ هو اللَّه أَح د . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد} سورة الإخلاص: 1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن ..
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر
الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج ا النجوم
ملخص كتاب حوار مع صديقي الملحد د- مصطفي محمود
atefazt- عضو ماسى
- عدد الرسائل : 469
نشاط العضو :
تاريخ التسجيل : 21/08/2007
رد: حوار مع صديقي الملحد
موضوع جميل وكلام جميل شكرا لك يا استاذ عاطف لازم يكون الاقناع بالمنطق والناس دى زى ما ربنا قال وعلى قلوب اقفالها
الله واحد ولااله الا الله
الله واحد ولااله الا الله
mona- عضو ماسى
- عدد الرسائل : 235
البلد : المملكة العربيه السعوديه
الوظيفة : لايوجد
نشاط العضو :
تاريخ التسجيل : 17/10/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى